هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البـوابـةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مساءلة للشيخ حسن الصفار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
التفاحه
عضو فعال
عضو فعال



انثى عدد الرسائل : 124
العمر : 20
رقم العضوية : 37
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

مساءلة للشيخ حسن الصفار Empty
مُساهمةموضوع: مساءلة للشيخ حسن الصفار   مساءلة للشيخ حسن الصفار I_icon_minitime05/01/09, 10:07 am

مساءلة للشيخ حسن الصفار



سامي جاسم الخليفة - « شبكة الملتقى » - 20 / 12 / 2008م - 1:28 م






قد يخالفني بعضهم فيما أذهب إليه، وقد تثور ثائرة العشاق نحو الأسلوب الذي أسلكه تجاه الشيخ حسن، لكني أؤكد أن اختلافي معهم لا يعني عدم تقديري للشيخ وإجلالي له والسعي معه بين ردهات المجالات المختلفة التي يحاول الوصول إليها.


سيدي الشيخ:


أعتز بكم كثيرا، لكن هذا الاعتزاز لا يلغي حقي في مساءلتكم أمام الملأ على ماقمتم به في الفترات السابقة؛ فمن يتابع خطاباتكم يرى فارسا من فرسان الكلام المنمق والمحسوب حتى في اختيار المفردات لتنجو بنفسك وبمن تمثل من طائفة نحو شاطىء السلام، وتحافظ على إرثك ومكانتك بين سلاطين السياسة والدين، وأتساءل ماذا قدم جنابكم الكريم لمجتمعه بكلماته المنمقة؟! وماذا حققتم من إنجازات على الصعد المختلفة الاجتماعية والسياسية والدينية ؟! .


أتعلم أيها الشيخ الجليل أن إنجازاتك لا تتعدى سوى مشاركاتكم في المؤتمرات والندوات واستقبال النخبة من الزوار، وهل تعلم أن خطاباتكم أوصلتنا إلى أننا أصحاب تقية لا غير نظهر غير ما نبطن. وأنه مهما قلنا وسمعوا لا يتجاوز سماعهم غير آذانهم وقولكم غير بحة الصوت.


شيخنا الموقر:


لديّ استفهامات كثيرة أولها لك والباقي ضدك لعلها تجد طريقا إليك، وتتلمس القبول من سعة صدرك صادرة من ابن بار بك ومحب لشخصك، وإليك هذه الاستفهامات :


كم ندوة حضرت وكم مؤتمر شاركت فيه؟


وبالمقابل.. هل خصصت يوما أو يومين من وقتك لاستقبال كثير من الفتيات اللاتي يعانين من تسلط الأب والأم والأزواج وإجبارهن على عمل ما يكرهن، وقمت بحل مشاكلهن .


هل زرت أسرا في الأحساء والقطيف تنام على سرر من الشوك وتصبح على عناء وتعب حتى المساء دون أن تجمع عشرين ريالا .


هل أنشأت جمعية لمساعدة الشباب والفتيات على الزواج وطرحت فيها المساعدة والعون المادي والفكري على غرار ما قام به الطرف الآخر المحاور لك .


هل شاهدت صبيانا في الأسواق الشعبية يَسْعَون على أرزاق أسرهم يفرحون بالريال والريالين وأنت في الندوات التي تحضرها والمؤتمرات تأكل وتشرب مما لذ وطاب دون أن يبكي لك جفن عليهم وتأتينا في اليوم التالي وتقول نحن أصحاب حوار، وكان الأجدر بك أن تقول نحن أصحاب بطون جائعة فوق آبار ممتلئة .


هل تعلم عدد حملة الشهادات العليا من الماجستير والدكتوراة الذين لم يجدوا فرصتهم في العمل أو الترقية الوظيفية .


أتعلم كم شاب وفتاة أرادوا أن يصبحوا معيدين وطلاب دراسات عليا في الجامعات المحلية ويرفضون قبولهم على الرغم من ارتفاع معدلاتهم ونسبهم .


هل سمعت عن قطاع كبير من أبناء مجتمعك يعانون التهميش والاحتقار في أماكن عملهم.


هل جالست الشباب من غير المتدينين وسمعت منهم، ووقفت على احتياجاتهم ومشكلاتهم وسؤالهم عما هم فيه .


كم كتاب ديني طُبع وسمح له بالطبع في مجتمعك دون أن يأتيك من مطابع بيروت وسوريا وطهران .


هل اتسخت ثيابك وتنجست قدماك بمياه المجاري التي تطفح ليل نهار في أحياء يقطنها بشر لا حيوانات .


كم مرة شعرت بالمرارة تجاه أفراد مجتمعك وأنت – إن حدث منك ذلك – تناظرهم وتعب الحياة قد افترسهم وشبح العوز والحاجة قد نال منهم .


هل أدركت يوما معاناة شريحة كبيرة من المزارعين في مجتمعك تحولت مزارعهم أراض جرداء لا تكاد تثمر حتى نخيلها ، وباتت أراضينا صامتة حزينة تنعى خضرتها وبهجتها التي تحولت إلى مجمعات تجارية وعمارات سكنية واستراحات متناثرة وشوارع سوداء تطرقها أنت في تنقلك من ندوة إلى مؤتمر إلى زيارة ، أظن أنك لم تسأل أين مزرعة الحاج عباس والعم صالح والخال مهدي وغيرهم، أتدري لماذا لأنك نسيت أو تناسيت هؤلاء السعاة إلى أرزاق أبنائهم وبناتهم وأنت تمر عليهم وهم جلوس في زوايا السكك وأمام البيوت يمسحون دموعهم تارة ويلتقطون الحصى تارة أخرى.


شيخنا الكريم:


أتريد المزيد من الاستفهامات؟ أم يكفيك هذا، أظن أنه كاف لك وأنا بدوري أقول كفانا مؤتمرات زجاجية وندوات عقيمة وحوارات هشة، وكفانا خطابات خجولة أسيرة للمجاملات لم نجنِ منها سوى المزيد من الشكوك في صدق نوايانا واستجلاب الضيوف حتى نشرب الشاي ونحتسي القهوة ونوزع الابتسامات الجريحة على ضيوفنا.


شيخنا العزيز :


أبناء مجتمعك سئموا الكلام، وشبعوا من الأمنيات، وغرقوا في الأحلام، ويريدون من ينقل واقعهم المرير ويرسو بهم إلى تحقيق الأمنيات والاحترام المتبادل لشخوصهم وعقائدهم وحريتهم في اختيار العيش الذي يَسْعَون إليه، وكفاك خجلاً ياشيخ حسن الصفار.


--------------------------------------------------------------------------------

T
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مساءلة للشيخ حسن الصفار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: |:| المنتديات الفكرية|:| :: إسلاميات-
انتقل الى: