فارقت مبتعثة قطيفية للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية الحياة، صباح أمس (عصراً بتوقيت البلاد)، إثر تعرضها لحادثة مرورية داخل حرم جامعة «كلورادوا ماين»، تسبب فيها شخص مخمور. وتعرضت الطالبة رقية منير حسين العوامي (20 عاماً)، وهي من الطالبات اللاتي ابتعثتهن شركة «أرامكو السعودية» في برنامجها الـ «جي بي سي»، للحادثة، فيما كانت واقفة بسيارتها أمام إشارة المرور داخل الحرم الجامعي، إذ تفاجأت بشخص مخمور يقود سيارته بسرعة عالية تجاوزت الـ80 كيلومتراً، على رغم أن تعليمات الجامعة تنص على عدم تجاوز سرعة الـ20 كيلومتراً داخل الحرم الجامعي.
وتعرضت رقية، التي تدرس في السنة الأولى بالجامعة، لنزيف داخلي مباشر، فتم نقلها إلى أحد المستشفيات القريبة، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة بعد ساعتين من بقائها في قسم العناية المركزة. فيما ألقت الأجهزة الأمنية في الولاية القبض على المتسبب في الحادثة، وبدأت التحقيق معه، تمهيداً لمحاكمته. وقامت شركة «أرامكو» بإرسال مندوبيها إلى مدينة غولدن في ولاية كلورادوا، للوقوف على ملابسات الحادثة، ونقل المتوفاة إلى البلاد، إذ من المتوقع أن يصل جثمانها إلى مسقط رأسها في مدينة القطيف، خلال اليومين المقبلين. وتفاعل عدد من الطلاب والطالبات المبتعثين إلى مختلف الولايات الأميركية مع خبر وفاة الطالبة العوامي، وطالبوا بـ «تطبيق أقسى العقوبات» على المتسبب في الحادثة، بسبب قيامه بقيادة السيارة تحت تأثير المسكر، فيما انهارت بعض صديقاتها فور سماعهن خبر الوفاة.
وأقام ذوو الفتاة مجلس عزاء عائلي في محافظة القطيف عصر أمس، فيما سيقام مجلس العزاء الرسمي بعد وصول جثمانها إلى البلاد.
يذكر أن رقية هي الفتاة الوحيدة من بين إخوتها الذكور، وهي مخطوبة إلى طالب مبتعث، تردد أنه يدرس معها في الجامعة ذاتها، بيد أنه لم يكن معها وقت وقوع الحادثة. وغادرت العوامي إلى أميركا قبل نحو عامين للدراسة هناك، وكان من المقرر أن تعود إلى الوطن بعد نحو أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، بيد أن القدر عجّل بعودتها متوفاة.
صحيفة الحياة - « محمد الداوود » - 14 / 11 / 2008م - 9:52 م